وهو من البدع المحدثة بعد القرون الفاضلة الأولى
والمولد النبوي من البدع الكبيرة المنتشرة بين المسلمين، وهذه نبذة مختصرة عنه.
نشأته:
قال المقريزي (وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي: موسم رأس السنة، وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي، ومولد علي بن أبي طالب، ومولد الحسن، ومولد الحسين...) [الخطط 2/436]
وقال السيوطي رحمه الله (أن الملك المظفر مبتدع بدعة المولد قد أعد سماطاً في أحد الموالد التي يقيمها، وضع عليه خمسة آلاف رأس غنم مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة فرس، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى، وأنه أقام سماعاً للصوفية من الظهر إلى الفجر وكان يرقص فيه بنفسه مع الراقصين)
زمانه:
يُحتفل به في شهر ربيع الأول في الثاني عشر منه، وقد اختلف المؤرخون في تحديد مولده صلى الله عليه وسلم إلى أقوال متعددة.
قال ابن كثير رحمه الله (والمقصود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل على قول الجمهور، فقيل بعده بشهر، وقيل بأربعين يوماً، وقيل بخمسين يوماً -وهو أشهر-) [البداية والنهاية 2/626]
من مظاهره:
1- قراءة سيرة مولده صلى الله عليه وسلم، وإنشاد المدائح النبوية كقصيدة البردة للبوصيري.
2- الغناء بالآت اللهو كالدفوف.
3- اختلاط الرجال بالنساء في حفلات راقصة.
4- الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه والاستغاثة به وطلب المدد منه كقولهم (مدد يا رسول الله، أغثنا يا رسول الله)
5- ذبح الذبائح وطبخ الأطعمة وتوزيع حلوى المولد.
6- إقامة أسواق البيع والشراء حول أماكن المولد.
7- التوسعة على العيال فيه.
8- تعطيل الأعمال والمدارس.
9- ترك الصوم فيه على اعتبار أنه عيد من الأعياد التي لا يحسن فيها الصوم.
10- القيام لحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم زعماً من المحتفلين بمولده أنه يحضر المولد.
أقوال العلماء وحكمهم فيه:
قال الفاكهاني رحمه الله (لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون) [المورد في عمل المولد]
وقال ابن الحاج (ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وإظهار الشعائر، ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد، وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة) [المدخل 2/229]
وسئل الشيخ أحمد القباب رحمه الله عما يفعله المعلمون من وقد الشمع في مولد النبي صلى الله عليه وسلم واجتماع الأولاد للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويقرأ بعض الأولاد ممن هو حسن الصوت عشراً من القرآن، وينشد قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع الرجال والنساء بهذا السبب...
فأجاب (جميع ما وصفت من محدثات البدع التي يجب قطعها، ومن قام بها أو أعان عليها أو سعى في دوامها فهو ساعٍ في بدعة وضلالة) [المعيار المعرب 12 / 48-49]
قال الإمام الشاطبي رحمه الله (فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة، فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز، والوصية به غير نافذة) [فتاوى الإمام الشاطبي 203، 204 ، والمعيار المعرب 9/252]
وذكر ابن النحاس من جملة ما ابتدع في المواسم والأعياد (عمل المولد في شهر ربيع الأول) [تنبيه الغافلين 331]
وممن نص على بدعية الاحتفال بالموالد غير من تقدم:
1- الشيخ محمد عبدالسلام خضر الشقيري رحمه الله.
2- الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله.
3- الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
4- الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله.
5- الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي رحمه الله.
6- الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
7- الشيخ عبدالرزاق عفيفي النوبي رحمه الله.
8- الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله.
9- الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله.
10- الشيخ عبدالله بن غديان رحمه الله.