الاسم: عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني
الكنية: أبو عبد الرحمن
والده هو الإمام أحمد بن حنبل، وأمه اسمها رَيحانة، تزوجها الإمام أحمد بعد وفاة زوجته الأولى عباسة أم ابنه صالح، وأنجبت له ريحانة ابنه عبد الله.
قال زهير بن صالح: «لما ماتت عباسة أم صالح، تزوج جدي بعدها امرأة من العرب يٌقال لها: ريحانة، فولدت له عمي عبد الله، ولم يولد له منها غيره.» (1)
وقال أحمد ابن عَبْثَر: «لما ماتت أم صالح، قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبي إلى فلانة ابنة عمي، فاخطبيها لي من نفسها، قالت: فأتيتُها فأجابته، فلما رجعت إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك؟ - قال: وكانت بعين واحدة- فقالت له: نعم. قال: فاذهبي فاخطُبي تلك التي بعين واحدة، فأتتها فأجابته، وهي أم عبد الله ابنه، فأقام معها سبعًا، ثم قالت له: كيف رأيتَ يا ابن عمي؟ أنكرتَ شيئا ؟ قال: لا، إلا نعلك هذه تَصِرُّ (2). فباعتها.» (3)
ولادته: وُلد سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ). (4)
شيـوخه:
- أبوه (الإمام أحمد بن حنبل)
- أحمد بن إبراهيم الدورقي
- أبو معمر إسماعيل الهذلي
- عباس بن محمد الدوري
- أبو بكر بن أبي شيبة
- محمد بن إسحاق الصاغاني
- الهيثم بن خارجة
- يحيى بن معين
وغيرهم كثير (5)
روى القراءة (أي القرآن) عن أبي موسى الهروي عن عباس بن الفضل عن خارجة عن نافع. (6)
تلاميـذه:
- أحمد بن شعيب النسائي، صاحب "السنن" المشهور.
- أبو بكر أحمد القطيعي
- أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي
- أحمد بن سلمان النجاد
- أبو القاسم عبد الله البغوي
- أبو أحمد العسال
- أبو علي محمد الصواف
وغيرهم (7)
لَقِيَه ابن أبي حاتم الرازي، وسمع معه من إبراهيم بن مالك البزاز، وكتب إليه عبد الله بمسائل أبيه وبعلل الحديث. (8)
سيرته وأقوال النقـاد فيه:
قال أبو الحسين ابن المُنادي – وذُكِر عبد الله وصالح- : «كان صالح قليل الكتاب عن أبيه، فأما عبد الله: فلم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه، لأنه سمعَ "المُسند" وهو ثلاثون ألفًا، والتفسير وهو مئة ألف وعشرون ألفا، سمع منها ثمانين ألفا، والباقي وجادة، وسمع "الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ"، و"حديث شُعبة"، و"المقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى"، و"جوابات القرآن"، و"المناسك الكبير" و"الصغير"، وغير ذلك من التصانيف، وحديث الشيوخ.»
قال: «وما زلنا نرى أكابر شُيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال، وعلل الحديث، والأسماء والكُنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه. وكان –فيما بلغني- يكره ذلك وما أشبهه. فقال يوما –فيما بلغني-: كان أبي رحمه الله يعرف ألف ألف حديث، يرد بذلك على قول المسرفين الذي يُفضلونه في السماع على أبيه.» (9)
قال الإمام أحمد بن حنبل : «ابني عبد الله محظوظ من علم الحديث أو من حفظ الحديث.» (10)
قال عباس الدُّوري: كنت يومًا عند أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فدخل علينا عبد الله ابنه، فقال لي أحمد: «يا عباس إن أبا عبد الرحمن (أي ابنه عبد الله) قد وَعَى علما كثيرًا.» (11)
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: «كل شيء أقول: "قال أبى" فقد سمعته مرتين وثلاثة، وأقلُّه مرة.» (12)
ذكره أبو بكر الخلال فقال: «كان أبو عبد الله (الإمام أحمد) يقرأُ عليه كثيرًا، وكان ربما غابَ صالح، فيقول له: "إن صالحا مشغول بعياله، فاقرأ عليَّ، فكان لا يفعل، قال: فلمّا كثر ذلك عليه، وعلم كثرة شغله وتخلُّفه عن السماع، كان أبي يقرأ عليّ إذا غاب صالح ويَدَعُه." وكان عبد الله رجلا صالحا، صادق اللهجة، كثير الحياء.»(13)
وقال: «سمعت حربًا الكرماني يقول: "خرج أبو عبد الله ليقرأ عليَّ- قال: أحسبه قال: كتاب "الأشربة" – قال: فجاء عبد الله ابنه، فقال: أليس وعدتني أن تقرأ عليَّ؟ -وهو إذ ذاك غلام- قال: فجعل أبو عبد الله يُصبِّره، فبَكَى عبد الله، قال: فقال لي أبو عبد الله: اصبر لي حتى أدخُل أقرأ عليه، قال: فدخل أبو عبد الله فقرأ عليه وخرجَ."
فلمّا قدمت من كرمان سألني عبد الله عن حرب، وعما عنده من المسائل والأحكام والعلل؟ وجعل يسألني عما جمعتُ من مسائل أبي عبد الله، فقال لي: أنت أحوجُ إلى ديوانٍ – يعني لكثرتها-.
فوَقَع لعبد الله عن أبيه "مسائل" جيادٌ كثيرة، ويُغرِب منها بأشياء كثيرة في الأحكام. فأما العلل: فقد جوَّدَ عنه، وجاء عنه بما لم يجيء به غيره.» (14)
وقال أحمد بن شعيب النسائي – صاحب السنن- عنه: «ثقة» (15)
وسُئل الدارقطني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، وحنبل ابن عم أحمد بن حنبل؟ فقال: «ثِقتان، ثبتان.» (16)
قال الخطيب البغدادي: «كان ثقةً ثبتًا فهمًا.» (17)
قال شمس الدين الذهبي عنه: «وكان صينًا ديِّنًا صادقًا، صاحب حديث واتباع وبصر بالرجال، لم يدخل في غير الحديث، وله زيادات كثيرة في "مسند" والده واضحة عن عوالي شيوخه،ولم يحرر ترتيب "المسند" ولا سهله، فهو محتاج إلى عمل وترتيب، رواه عنه جماعة» (18)
قال ابن الجزري عنه: (الثقة الشهير ابن الإمام الكبير...) (19)
وكان عبد الله يصبغ بالحمرة، كث اللحية، وكان يلي القضاء بطريق خراسان في خلافة المكتفي. (20)
مؤلفـاته:
- زوائد مُسند أبيه.
- الزوائد على كتاب الزهد لأبيه.
- كتاب الرد على الجهمية (معروف بـ"السنة")
- الجمل
وغيرها (21)
وفاتـه:
مات عبد الله بن أحمد في يوم الأحد، ودُفن في آخر النهار لتسع بَقِيْنَ من جُمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين (290 هـ)، ودُفن في مقابر باب التِّبْن، وصلى عليه زُهير بن صالح بن أحمد (ولد أخيه صالح). وكان الجمعُ كثيرًا فوق المِقدار... وكان سِنُّه يوم مات: سبع وسبعون سنة. قيل له – وقد أوصى أن يُدفن بالقطيعة بباب التبن- لِم قلت ذاك؟ فقال: «قد صحّ عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا، وأن أكون في جِوار نبيّ أحبُّ إليَّ من أن أكون في جوار أبي.» (22)
(1) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص403)
(2) أي تُخرج صريرًا وهو الصوت الشديد.
(3) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص404)
(4) تاريخ مدينة السلام (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي (ج11 ص14)
(5) تهذيب الكمال للمزي (ج14 ص285-288)؛ تاريخ بغداد (ج11 ص12)؛ طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج2 ص5-6)
(6) غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (ج1 ص366)
(7) تهذيب الكمال للمزي (ج14 ص285-288)؛ تاريخ بغداد (ج11 ص12)؛ طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج2 ص5-6)
(8) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج5 ص7)
(9) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج2 ص11)؛ تاريخ بغداد (ج11 ص13)
(10) تاريخ بغداد (ج11 ص13)
(11) تاريخ بغداد (ج11 ص14)
(12) تاريخ بغداد (ج11 ص14)
(13) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج2 ص10)
(14) طبقات الحنابلة (ج2 ص11)
(15) تسمية مشايخ النسائي للنسائي (ص90)
(16) سؤالات السلمي للدارقطني (ص214)
(17) تاريخ بغداد (ج11 ص13)
(18) سير أعلام النبلاء للذهبي (ج13 ص524)
(19) غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (ج1 ص366)
(20) طبقات الحنابلة (ج2 ص20)
(21) سير أعلام النبلاء (ج13 ص523)؛ الأعلام للزركلي (ج4 ص65)؛ والرسالة المستطرفة للكتاني (ص38)؛ وهدية العارفين للباباني.
(22) طبقات الحنابلة (ج2 ص20)